الجزيرة تدين اغتيال صحفييها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي
تدين شبكة الجزيرة الإعلامية بأشد العبارات الاغتيال المدبر لمراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم الظاهر ومحمد نوفل، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك في هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة.
لقد استهدف قتلةُ الصحفيين وبإقرار منهم عبر بيان للجيش الإسرائيلي الخيمة التي كان يقيم فيها صحفيو الجزيرة المواجهة لمجمع الشفاء الطبي في غزة، ما أدى إلى استشهادهم. ويأتي هذا الهجوم وسط الكارثة الإنسانية المروعة التي خلّفها العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي شهد مجازر متواصلة بحق المدنيين، وتجويعاً قسرياً، وتدميراً كاملاً لمجتمعات بأكملها. إن إصدار الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحفيي غزة وزملائه، يمثل محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقا لتنفيذ مخطط احتلال غزة.
إن شبكة الجزيرة الإعلامية وهي تودع ثلة جديدة من خيرة فرقها الصحفية التي نقلت بجرأة وجسارة ما يتعرض له قطاع غزة وأهله منذ بداية الحرب، لتحمل جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، بعد أن كرر العديد من مسؤولي الجيش الإسرائيلي والناطقين باسمه تحريضهم ودعواتهم لاستهداف الصحفي الجسور أنس الشريف ورفاقه.
لقد كان أنس وزملاؤه من آخر الأصوات الباقية من داخل غزة، ينقلون للعالم تغطية مباشرة وميدانية عن الواقع المأساوي الذي يعيشه أهل القطاع. وبينما يمنع الاحتلال الإعلام الدولي من الدخول، ظل صحفيو الجزيرة داخل غزة المحاصرة، يعيشون الجوع والمعاناة ذاتها التي توثقها عدساتهم. ومن خلال تغطية شجاعة ومستمرة، قدّموا شهادات حية وصادمة عن الفظائع التي ارتكبت خلال 22 شهراً من القصف والتدمير.
وعلى الرغم من فقدان شبكة الجزيرة لعدد من الصحفيين جراء هجمات متعمدة، ورغم العمل تحت تهديد دائم، واصل أنس الشريف ومحمد قريقع وزملاؤهما ثباتهم في القطاع ليضمنوا أن يرى العالم الحقيقة المروعة التي يعيشها شعب غزة.
ومع تنديدها واستنكارها الشديدين لهذه الجرائم البشعة والمحاولات المستمرة من السلطات الإسرائيلية لإسكات صوت الحقيقة، فإن شبكة الجزيرة الإعلامية لتدعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية كافة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة، ووضع حد للاستهداف المتعمد للصحفيين، وتؤكد شبكة الجزيرة على أن الإفلات من العقاب وعدم محاسبة القتلة هو ما يؤمن لإسرائيل تماديها ويشجعها على مزيد من البطش بحق شهود الحقيقة.