موقع الجزيرة نت يطلق مشروعا فريدا لمراجعة التراث الحضاري للمنطقة
أطلق موقع الجزيرة نت صفحة جديدة تهتم بقضايا التراث الحضاري الإسلامي باسم "تراث"، مواكبةً لترتيبات احتفاله بالعام العشرين لتأسيسه، وتجاوبا مع ميول طيف واسع من جمهوره الكريم -من شتى الانتماءات والتوجهات- للتعرف على هذا التراث، وسداًّ لفراغ عربي إعلامي ملحوظ في هذا الميدان، وذلك عبر معالجات فريدة من نوعها، تربط الماضي بالحاضر، وتقدم محتوى فريدا لم يسبق نشره على شبكة الإنترنت.
وتعدّ الصفحة الجديدة مرحلةً أولى ضمن مشروع معرفي متكامل ومتعدد المراحل، سيكون جسرا بين قراء لغة الضاد وتراثهم العريض البالغ الثراء والتنوع، ليلبي شغفهم الثقافي بمحتوى نوعي منفتح على كل مضامين التراث العربي، بتعدده الديني العقدي وتلونه الطائفي المذهبي وتنوعه القومي العرقي.
ويقدم المشروع ذلك المحتوى بطريقة تجمع بين الإمتاع والانتفاع، وتراعي -في أولوياتها ومعالجاتها- الفروق الموجودة في المستويات العلمية والثقافية بين الأطياف المجتمعية؛ ممن يريدون الاطلاع على قضايا التراث تحصيلا للفائدة العلمية، أو طلبا للمتعة المعرفية، أو إشباعا للرغبة الاستكشافية.
وقد حازت المقالات، التي ينشرها الموقع صباح الثلاثاء من كل أسبوع، ترحيبا وتفاعلا من الجمهور، وتداولها في تغريدات وتدوينات على صفحاتهم التواصلية العشراتُ من الشخصيات النخبوية الوازنة من مختلف التوجهات السياسية والمشارب الفكرية في الأوساط العلمية والثقافية والإعلامية العربية.
وقد وصف كثير من هؤلاء الباحثين -وغيرهم من القراء- تلك المقالات بأنها بالغة الجدة والعمق والثراء، كما تبادل روابطَها باحثون غير عرب في الغرب والشرق (من أميركا وكندا إلى اليابان مرورا بأوروبا وأفريقيا وشبه القارة الهندية) مهتمون بقضايا التراث العربي والإسلامي. وأعادت نشرَ هذه المقالات عشراتُ المنصات الثقافية والروابط العلمية والمواقع والصحف العربية ذات الشهرة في الساحة الإعلامية داخل العالم العربي وفي بلدان المهجر.
وتقدمت جهات بطلبات لترجمة بعضها إلى عدة لغات بينها الإنجليزية والتركية، واعتُمد بعض مواضيعها مشاريعَ تخرّجٍ لطلبة في مرحلة الدراسات العليا، واعتبر أكاديميون في جامعات عربية وإسلامية بعضَها "فتحا جديدا" في ميادينها، لما توصلت إليه من قراءات جديدة تدفع لمراجعة مسلمات معرفية كثيرة كانت معتمدة لدى الباحثين.
وقال الدكتور ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بالشبكة: "نحن فخورون بإطلاق هذه الصفحة الجديدة على موقع الجزيرة نت، وتأتي هذه الخطوة ضمن التزام الجزيرة بالريادة في مختلف المجالات الإعلامية، وسعيها الدائم إلى إثراء المحتوى العربي على الإنترنت بمنتج ثقافي ومعرفي متميز، ونتطلع إلى الإعلان عن مبادرات ومشاريع رقمية أخرى في المستقبل القريب".
ومن جانبه، قال أنس فودة، مدير موقع الجزيرة نت، إن المشروع جاء ليسدّ الفراغ القائم في الحقل الإعلامي والثقافي العربي بشأن المعالجات الجادة والموضوعية لشؤون التراث الحضاري للمنطقة، ويقدم محتوى يتسم بالعمق والتوازن والجاذبية، ويتجنب الطرح المهوِّل لهذا التراث أو المهوِّن منه.
وأضاف أن المشروع محكوم بالرؤية الناظمة للمحتوى الإعلامي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة، وبالتالي فإن مفهوم التراث في هذا المشروع يشمل كل ألوان الطيف الحضاري للمنطقة، وسيعكس -بمقاربات هادئة وهادفة- ما في هذا الطيف من ثراء وتعدد ديني وطائفي وقومي، بحيث يجد الجميع نفسه حاضرا في محتوى هذا المشروع بإسهامه التاريخي ورصيده الثقافي بما له وعليه.
ومن جهته؛ أوضح المشرف على صفحة "تراث"، الدكتور محمد المختار أحمد أن المضمون الذي يقدمه المشروع الجديد لا يسعى إلى أن يكون سجلا وثائقيا للتراث وقضاياه، وإنما يحاول أن ينتقي منها ما له أثر في الواقع اليوم لإكساب القارئ وعيا بالجذور البعيدة لما يعيشه، وفق خطة نشر ذات أولويات تراعي الاقتراب من أحداث الساعة بما يترك أثرا معرفيا لدى المتلقي، ويوجّه النقاش في مسارات مغايرة للمألوف من المعالجات عبر تحليلات جديدة ونصوص لم تنشر سابقا في المحتوى الرقمي.
وسيتاح المحتوى التراثي للمشروع الجديد على أكثر من منصة تفاعلية وقناة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ويرحب موقع الجزيرة نت بأصداء تفاعل قرائه مع هذا المحتوى التراثي وما يولده لديهم من مناقشات وأفكار ومقترحات ومشاركات.