الجزيرة تنعى شهيدها الجديد في سوريا زكريا إبراهيم
الدوحة – 8/12/2015: تنعى شبكة الجزيرة الإعلامية شهيدها المصور في حمص الزميل زكريا إبراهيمالذي استشهد متأثراً بجراح أصيب بها برصاص قناص في قوات النظام السوري، وذلك أثناء تغطيته لقصف قوات النظام منطقة تلدو بريف حمص الشمالي.
نُقل الزميل زكريا بعد إصابته في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى مستشفى ميداني في مدينة الرستن، حيث دخل في غيبوبة قبل أن يفارق الحياة.
ولد زكريا في الخامس والعشرين من مايو/أيار لعام 1996 في ذات المنطقة التي استشهد فيها، حيث نشط في منطقة تلدو بريف حمص في تغطية وقائع الثورة السورية، قبل أن ينضم مطلع عام 2014 إلى فريق الجزيرة بريف حمص، حيث غطى معارك بين قوات المعارضة وقوات النظام، وكذلك اتفاق الهدنة الذي انتهى بإخراج قوات المعارضة من أحياء حمص المحاصرة، بالإضافة إلى القصف الروسي على مواقع المعارضة السورية.
وتعليقاً على استشهاد زكريا إبراهيم، قال ياسر أبو هلالة مدير قناة الجزيرة:“محزن ومؤسف أننا ودّعنا في هذا العام زملاء بذلوا أرواحهم، كان آخرهم مصورنا في حمص زكريا إبراهيم وهو في أوج عطائه. راهنّا ولا نزال نراهن على فريقنا في سوريا، ولم نطلب من ذلك الفريق دخول مناطق الحرب والدمار، شباب بادروا إلى التواصل مع الجزيرة، ولم يغادروا مناطقهم المحاصرة والمدمرة. بلا مقابل، إلا نقل معاناة أهلهم وذويهم إلى العالم. وبادرت الجزيرة إلى استيعابهم في أطرها وتأمين كل الدعم لهم لتطوير قدراتهم. وخلال سنوات، تحولوا من ناشطين إلى صحفيين محترفين”.
وأضاف أبو هلالة: “حوصر الشهيد حياً وميتاً، وحاله حال كثير من الزملاء في سوريا الذين لا يربطهم بالعالم غير بث القناة، ولا يستطيعون التحرك هم وأهلهم. ولن تدخر القناة وسعاً في سبيل تخفيف معاناتهم وتحسين ظروف عملهم وتأمين الحماية لهم. وما تقدمه القناة من تضحيات هو جزء من معاناة وتضحيات كل العاملين في المجال الصحفي أو الإغاثي في سوريا، ولن تتخلَ القناة عن مسؤوليتها المهنية والأخلاقية تجاه الزملاء والمشاهدين”.
الزميل زكريا ابراهيم لم يكن أول صحفي من صحفيي الجزيرة يستهدف في سوريا، فقد استشهد مصور الجزيرة محمد الأصفر بعد إصابته خلال نقله وقائع في درعا، ومراسل القناة محمد المسالمة “الحوراني” إثر إصابته برصاص قناص من جيش النظام في ريف درعا، ومنتج الجزيرة حسين عباس. كما استشهد مراسلا الجزيرة نت مهران الديري في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، ومحمد عبد الجليل القاسم في كمين أثناء عودته من تغطية إعلامية بريف إدلب شمال سوريا؛ فضلاً عن إصابة مراسل الجزيرة محمد نور بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تأديته واجبه المهني في ريف درعا.
لقد شكلت تغطية الثورة السورية منذ يومها الأول علامة فارقة في تاريخ التغطيات الصحفية، وسينصف المؤرخون هذا الفريق الذي تمكن بالرغم من الحصار المطبق والعقوبات المروّعة من إيصال الصورة إلى العالم بأعلى درجات التميز والمهنية.
-انتهى-