محمد فهمي يسقط دعواه القضائية ضد الجزيرة
أعلن الصحفي الكندي، محمد فهمي، إسقاط دعوى قضائية رفعها ضد شبكة الجزيرة الإعلامية يطالب فيها بتعويضات بملايين الدولارات الكندية.
وكان محمد فهمي أحد ثلاثة صحفيين، من قناة الجزيرة الإنجليزية، اعتقلتهم السلطات المصرية في ديسمبر 2013، بتهم كاذبة وبدوافع سياسية، وتمت إدانتهم والحكم عليهم بالسجن النافذ بعد محاكمة صورية، سعت من خلالها الحكومة المصرية للضغط على الجزيرة.
وبعد إطلاق سراحه، رفع فهمي دعوى قضائية طالب فيها الجزيرة بدفع تعويضات مالية تزيد عن 100 مليون دولار كندي، وأعلن عن رفع دعواه ضد الشبكة في مؤتمر صحفي عقد في مايو 2015، في نفس الوقت الذي كانت فيه السلطات المصرية تعيد النظر في قضيته.
ولاحقا، واصل محمد فهمي مهاجمة الجزيرة ودولة قطر، سواء في المؤسسات الكندية أو على المنابر العامة، وأعلن تحالفه مع النظام المصري والدول الداعمة له، مثل الإمارات العربية المتحدة.
وفي عام 2017 ظهرت أدلة تفيد أن محمد فهمي كان يتلقى تمويلا من دولة الإمارات العربية المتحدة. ورغم نفيه بداية أن تكون له أي صلة بالإماراتيين، أو أنه تلقى أي تمويلات من أي مصدر، إلا أنه اضطر في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأنه حصل على الأقل على 250 ألف دولار أمريكي من قبل سفير الإمارات لدى واشنطن مقابل أتعاب مقاضاة قناة الجزيرة. ومنذ ذلك الوقت، تعرضت القضية التي رفعها للانتقاد والتشكيك في الأوساط الكندية، ووصفت بأنها جزء من حملة إماراتية مستمرة ضد قناة الجزيرة، وبات يُنظر إلى محمد فهمي في بعض الأوساط على أنه أداة تستخدم لتأدية دور ما في هذه الحملة.
ولم يتخل فهمي، كما توقع الكثيرون، عن إجراءات التقاضي في كندا بعد الكشف عن صلاته بالإمارات. إلا أنه، وبمجرد أن بدأت إجراءات رسمية للتحقيق معه واستجوابه من قبل محامي الشبكة بشأن الدعوى والمطالبات التي سجلها في محضر القضية، اختار التخلي عن الدعوى وإسقاط مطالبه تماماً قبل إجراء الاستجواب. ووافق على الالتزام بعدم ملاحقة الجزيرة أو موظفيها في أي مكان في العالم بأي إجراءات قانونية أخرى، وعدم المطالبة بأي مدفوعات من أي نوع من الشبكة أو نيابة عنها.
يذكر أن شبكة الجزيرة الإعلامية تواصل رفع دعوى ضد الحكومة المصرية فيما يتعلق بإساءة معاملة مصر لشبكة الجزيرة وموظفيها، بما في ذلك اعتقال ومحاكمة وإدانة بعض صحفييها. وما تزال جلسات الاستماع في هذه القضية معلقة.
وتعليقا على الموضوع، قال متحدث باسم الشبكة: "إن الجزيرة ملتزمة بتغطية الأحداث بجرأة ومهنية دون محاباة أو انحياز، وستدافع دائماً عن الصحفيين العاملين معها، وعن كل الصحفيين والإعلاميين في أنحاء العالم، وستسعى لتمكينهم من العمل بحرية ودون خوف من الاعتقال التعسفي أو الاعتداء أو الملاحقة القضائية أو غيرها من أشكال المضايقة والترهيب. لقد وقفت الجزيرة إلى جانب فهمي وزملائه بعد اعتقالهم، وطوال فترة محاكمتهم وسجنهم في مصر، وصدمت بسعي فهمي، بعد إطلاق سراحه، لتحميل الشبكة مسؤولية الأعمال القمعية وغير القانونية التي قامت بها السلطات المصرية بحقه، ومن الواضح الآن أنه فعل ذلك بالتعاون مع نظام مناوئ لحرية الصحافة. وترى الجزيرة أن تخلي محمد فهمي عن دعواه ضدها، بدلاً من الرد على أسئلة محامينا واستجوابهم له بشأن تفاصيل الادعاء، يمثل دليلا على أنه كان يسعى لإخفاء المزيد من التفاصيل".
______________________________
إن كانت لديكم أي استفسارات، يرجى الاتصال بكاميرون دولي:
+44 (0)207 353 5005