“فلسطين تحت المجهر” يفتح ملف ذوي الاحتياجات الخاصة
في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، يناقش برنامج “فلسطين تحت المجهر” على قناة الجزيرة معاناة خاصة لفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حلقة إنسانية خاصة بعنوان “ من دون أكسجين” للمخرج الفلسطيني رمزي مقدسي.
حنين أبو عياش، محمد سعدة، إدريس عواد، أنس حالوب، منى زايد، عبد الرحمن أبو رواح وزياد ذيب، هي أسماء لأطفال ويافعين من فلسطين تجمعهم المعاناة من اعتداءات الاحتلال،كبقية الفلسطينيين. لكنهم يتميزون عن الآخرين بمعاناة إضافية هي أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. إما ولدوا بـ “نقص أكسجين "أثناء الولادة فأصبحوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو وقعوا تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي ففقدوا أطرافاً لهم واضطروا أن يعايشوا هذا الفقدان.
حنين أبو عياش، فتاة فلسطينية لم يكتب لولادتها أن تتم بشكل طبيعي، فافتقدت خلال الولادة كمية الأكسجين المناسبة، والنتيجة: إصابة مزمنة بفقدان التوازن تجعل حركة الفتاة بشكل طبيعي وأداءها أعمالاً، تبدو عادية، أمراً غاية في الصعوبة. ورغم ذلك لا تزال حنين تواصل تحدي مرضها ومواجهة نظرة المجتمع إلى الإنسان "المعاق”. ويبقى حلمها البسيط ممثلاً في زيارة بحر يافا الذي تحول تصاريح الاحتلال الإسرائيلي دون وصولها إليه.
أما زياد ذيب، طالب الفنون الجميلة، فقد شكل العدوان الإسرائيلي على غزة تحولاً درامياً على حياته بعد أن أصاب صاروخ إسرائيلي بيت عائلته. النتيجة: استشهاد أحد عشر فرداً من ذويه وإصابة آخرين، وكان نصيبه رجلين مبتورتين عوضتهما أطراف صناعية. يعتبر زياد ذلك اليوم بداية حياة جديدة" حيث التحق بصفوف ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر الذي رفع أعداد الجرحى والمصابين بغزة إلى الآلاف. لم تعد حياة الشاب كما كانت حيث معاناة فقدان الأهل ومعاناة بطء وصعوبة الحركة والتنقل وانهيار مشاريع وأحلام صارت بعيدة المنال.
حنين وزياد حالتان من بين حالات أخرى عايشت كاميرا الجزيرة تفاصيلاً من يومياتهم بمختلف مدن فلسطين ووثقتها في حلقة فلسطين تحت المجهر – من دون أوكسجين. في هذه الحلقة نظرة على واقع العيشة اليومية ضد لذوي الاحتياجات الخاصة من الفلسطينيين، وبحث في أسباب ومآلات ومصائر المصابين. لم يتوقف الأمر على تحميل الاحتلال المسؤولية على الوضع بل كان للحلقة وقفة مع نظرة المجتمع الفلسطيني التي تشهد كلمات الشخصيات على أنها لا تزال متسمة بإقصاء المختلف عن العموم، بدل الاحتضان والدعم.
في حلقة فلسطين تحت المجهر – من دون أكسجين، تشترك غالبية الشخصيات في الرغبة بزيارة البحر الذي وإن كان قريباً جغرافياً فهو بعيد لأسباب ذاتية متجلية في الإعاقة، وأخرى موضوعية لها علاقة بمنع إسرائيل لكل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط في الداخل ، حركة التنقل، الحق الإنساني الكوني، معاقة بفلسطين ومع ذوي الاحتياجات الخاصة يصبح الظلم مزدوجاً. لكن التحدي والإصرار على مواجهة كل أنواع الظلم يبدو شعار كل المظلومين.
