“فلسطين تحت المجهر” يناقش تناقضات المجتمع في “إسرائيل”
تنتقل كاميرا الجزيرة إلى أماكن مختلفة في “إسرائيل” في حلقة جديدة من برنامج “فلسطين تحت المجهر” بعنوان “أكذوبة الانصهار” بحثاً عن تعرية التناقضات العميقة التي تميز مجتمعاً إسرائيلياً قوامه مجموعات إثنية مختلفة، يدافع المتنفذون منها على مكتسباتها، ويسعى المهمشون لتحقيق الذات والخروج من “الغيتوهات” المحصورين فيها.
على وقع انتخابات الكنيست في “إسرائيل” وتنافس أكثر من خمسة عشر حزباً سياسياً رئيساً على أصوات الإسرائيليين، تخفي هذه الأحزاب وراءها طوائف وأصولاً لا تشعر أنها منصهرة في “دولة واحدة” رغم مرور أكثر من خمسة وستين عاماً على تأسيسها.
يلتقي يهودا عالوش، وهو إسرائيلي يهودي من أصل تونسي هاجرت والدته إلى إسرائيل عندما كان عمرها أربع عشرة سنة، بأمير حتسروني، إسرائيلي يهودي من أصل بولندي التحق والده بصفوف الحركة الصهيونية في ثلاثينيات القرن الماضي، يلتقيان على طاولة صغيرة ببيت حتسروني كمواطنين من مواطني دولة “إسرائيل”. ليس في الصورة ما يثير الاهتمام، لكن النقاش سرعان ما يحتد ويتحول إلى مرافعات من الجانبين لتبيان موقفيهما من التهميش الذي يحس به اليهود الشرقيون في مواجهة استئثار اليهود الغربيين بالدولة ومؤسساتها. والنتيجة أن خطة “بوتقة الصهر” التي آمن بها المؤسسون أثبتت أنها مجرد أكذوبة تنهل من نفس معين الأكاذيب الصهيونية المستمرة منذ عقود. كان الهدف المعلن أن تكون “إسرائيل” الوعاء المثالي لصهر اليهود من مختلف جنسياتهم وخلفياتهم المجتمعية لتولد مواطناً يهودياً خالصاً ومتجانساً.